الرحالة “سلطان العاقل”

“وهي كلمات حق وصرخة في واد إن ذهبت اليوم مع الريح لقد تذهب غدا بالاوتاد”

عبد الرحمن الكواكبي

“طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد” هو عنوان كتاب ألف مطلع القرن العشرين من قبل مُؤلف تسمى بـ “الرحالة كاف” ، كتب في مقدمته ” أقول وانا مسلم عربي مضطر للاكتتام شأن الضعيف الصادع بالامر، المعلن رأيه تحت سماء الشرق ، الراجي اكتفاء المطالعين بالقول عمّن قال : وتعرف الحق في ذاته لا بالرجال “(1) . فيما بعد عرفنا أن الرحالة كاف هو نفسه عبد الرحمن الكواكبي.

والمقصد من هذه الإشارة هو تبيان أن “هويّة الكاتب” لا تؤثر كثيرا في كتابته . وإنما ينحصر تأثيرها عند من يريد نقدها نقدا مبنيا على سيرة مؤلفها ومعارفه ، وهذا الأثر سنجتهد في إبرازه هنا في البحث.

ولا ندعي أن سبب التمنع عن الظهور بالهوية الحقيقية هو الاستبداد والطغيان – رغم تسليمنا بوجوده . وإنما تتمثل في رغبتنا تحيّن فرصة مناسبة للظهور بشكل علني بما يخدم هذا الوطن.

فالإنترنت يوفر لنا مساحة كبيرة لتطوير مهاراتنا الحوارية والجدلية وتقوية معارفنا ببعضنا عن طريق المنتديات وغيرها، وهنا تتحول الهوية الحقيقية إلى “عقبة وجاهية” في سبيل الظهور بقناعات وأفكار تمانعها طبيعة مجتمعنا.

وما أعلمه أن السكران يكتب ويشارك في المنتديات ، كما أنه في تعقيباته يشير إلى اهميتها في قياس ردات الفعل الثقافية ، وبسبب هذا التفهم من قبل المنقود ، أستطيع رفعه إلى “عقد” اتفاق حول مشروعية هذا النقد، وانتفاء اعتلاله بضبابية هوية كاتبه وما إلى ذلك.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هامش:

(1)طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد، الكواكبي: عبد الرحمن ، دار الاوائل ، تحقيق محمد طحان ، ص: 41

اترك تعليقاً