ما «العادي» و«غير العادي» في الثورة السورية؟

في حياتنا اليومية هناك أمور «عادية»… أن تنام ابنتك، فهذا أمر عادي، أن تستيقظ صباحاً للمدرسة، فهذا أمر عادي أيضاً، أن تذهب أنت لعملك وتعود منه متوقعاً أن تكون وجبة الغداء جاهزة وتنتظرك، فهذا أيضاً أمر عادي، لكن ما الذي نعنيه تحديداً عندما نقول عن أمر ما أنه «عادي»؟ لنستبعد مبدئياً أن معنى «عادي» هنا تعني «طبيعي»، إن هذا يحدث نتيجة «سنة كونية»، أو «حتمية تاريخية»، أو «قانون طبيعي»… إلخ. بعد استبعادنا لهذه المعاني، فإن كون شيء ما عادياً يتضمن أموراً عدة، يعني أولاً أنه متوقع، أنه لا يثير فينا أي حس استغراب، وهو ثانياً: يعني أنه روتيني، يحدث بشكل متكرر بحيث ليس فيه ما يفاجئ أو ما يدهش، هذه المعاني تتضافر لتعني شيئاً أساسياً وجوهرياً، هو أننا متكيفون مع ما نعتبره عادياً، تكيفنا هذا يعني تحديداً أن هذه الأمور العادية لا تصدمنا أخلاقياً ولا عاطفياً ولا فكرياً. Continue reading