حول “مقاطعة” الانتخابات البلدية: دعوة للمشاركة

“عشرة رجال يعملون سوية
يمكن أن يجعلوا مئات الآلاف من المتفرقين يرتعشون خوفا”

ميرابو- أحد رجال الثورة الفرنسية
ومن دعاة الملكية الدستورية حينها

عن جدوى المقاطعة؟

بدأ يوم السبت الماضي- ٢٣ أبريل-
تسجيل الناخبين السعوديين الراغبين في التصويت في الانتخابات البلدية
الثانية في السعودية بعد انقطاع أي مظهر من مظاهر الانتخابات في
السعودية منذ تأسيس مجلس الوزراء مطلع الخمسينات الميلادية من القرن
الماضي. ومنذ أن أعلن عن انعقاد هذه الانتخابات وإذا بدعوات لقاطعتها
تنتشر كالنار على الهشيم في الإنترنت، فهناك صفحات في الفيسبوك
للمقاطعة: الحملة الشعبية لمقاطعة الانتخابات
البلدية
و الحملة
الوطنية لمقاطعة الانتخابات البلدية
و أنا
سعودي مقاطع للإنتخابات البلدي
بالإضافة إلى دعوات للمقاطعة
على الهاشتاق intekhab# على تويتر، بالاضافة لعدد من التدوينات التي
تبرر وتنظر لهذه المقاطعة مثل مقالة إيمان القويفلي في مدونة أشرف
فقيه ماذا سيحدث
في ٢٣ أبريل؟
ومقالة عبدالرحمن الكنهل مسرحية الانتخابات
البلدية
ومقالتي تركي العبدالحي في مدونة حلم سعودي تحت
عنوان: لماذا أقاطع حفلة المكياج المسماة الانتخابات البلدية؟ (الأولى
و الثانية
وكذلك مقالة محمود صباغ في مدونته: انحيازا
للمستقبل… سأمتنع عن التصويت بالإنتخابات البلدية
ليصل
الأمر إلى الصحافة الورقية حيث كتب محمد الرطيان مقالة بعنوان
أوقفوا
العرض!
ويمكن تلخيص مبررات المقاطعة في هذه
الأسباب:

Continue reading

حقوق الإنسان للمبتدئين: الحق في التعبير عن الرأي والوصول للمعلومة

“لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية.”

– المادة (١٩) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

يتصور البعض أننا عندما نتحدث عن “حقوق الإنسان” أننا نتحدث عن مسألة ترفية لا تمس مباشرة واقع الإنسان، هذا الواقع الذي لا أعلم كيف، لكنه فجأة يتقلص إلى مسألة مالية أو غذائية أو أمنية. البعض الآخر، ينظر للمسألة باعتبار أننا- أولئك الذين يدعون لمثل هذه الحقوق- متأثرين بالغرب، وأننا نروج لأفكار تتعارض في جوانب منها مع الشريعة والدين…إلخ هذا الكلام. في الحقيقة، أن كل هذا الكلام لا معنى له. وسأحاول قدر الإمكان توضيح أن “السعودي” هو من أكثر الناس قدرة على تخيل وفهم معنى هذه الحقوق ومدى استحقاق كل إنسان لها، وذلك- ببساطة- لأنه حديث عهد بدولة حديثة. فالمطالبة بحقوق الإنسان مرتبطة ارتباطا جذريا بظهور الدولة الحديثة وطبيعتها السيادية. والمدخل الذي سأستخدمه في توضيح هذا الأمر، لن يكون أكثر من قصة الإنسان السعودي، الذي انتقل من “القرية” إلى “الدولة”، ولن تكون حقوق الإنسان، إلا تلك التي كان يتمتع بها في “قريته” ليجد نفسه مسلوبا منها في دولته، وسنبدأ بالحق في التعبير عن الرأي.

أنا سعودي، لكن جدي ليس كذلك. ولعل ارتفاع معدلات البطالة في نفس الوقت التي تتزايد فيه أعداد العمالة الأجنبية في البلاد سيجعل القارئ -الذي بدأ يعاني من رهاب الأجانب الذين تحولو إلى كبش فداء يحملهم كل مشاكله الحياتية- يفهم أن معنى الجملة السابقة أني “مجنس”، وهذا ليس صحيحا. فجدي كان “بريداويا”، ولكنه لم يكن سعوديا لأن الدولة لم تقم بعد، واعتقد أن نسبة كبيرة من السعوديين لم يكن أجدادهم سعوديين، أو على الأقل عاشوا الفترة الكبرى من حياتهم وهم ليسوا سعوديين. وكل ما سأفعله هنا هو مقارنة بين الحقوق التي كان يتمتع بها جدي “البريداوي” وأنا “السعودي”. أنا وهو عشنا في نفس المكان، كلنا عشنا في بريدة، لكن هو عاش في بريدة التي لم تكن جزءا من دولة حديثة، وأنا عشت فيها بعد أن أصبحت جزءا من هذه الدولة. Continue reading

خمسة أفلام حول ألمانيا: لفهم الظواهر السياسية الحديثة

لماذا ألمانيا؟

أعتقد أن التاريخ السياسي لألمانيا في القرن العشرين هو محور تاريخ هذا القرن. فلولا النازية لم تكن الصهيونية، ولولا الهولوكوست لم تقم اسرائيل، ولولا الحرب العالمية الثانية لم ينشأ النظام العالمي الثنائي القطب، ولولا انهيار جدار برلين لم ينشأ النظام العالمي الأحادي القطب. تجربة الدولة في ألمانيا تشكلت بكافة الأشكال: جمهورية فايمر الديمقراطية التي آلت إلى دكتاتورية نازية قدمت النموذج الأساسي للدول الشمولية، ثم إنشطار الدولة إلى ألمانية شرقية شيوعية وغربية ديمقراطية تميل إلى اليمينية: في الأولى ينتحر الفنانين والمبدعين والكتاب لانسداد الحرية، وفي الثانية يتحول الأحرار إلى إرهابيين بسبب زيف الحرية. تاريخ ألمانيا: مدرسة سياسية. وهذا خط تاريخي لأهم الأحداث في التاريخ الألماني: Continue reading