هل كانت حادثة جهيمان لحظة مفصلية في تاريخ المملكة؟

حادثة

في أول يوم من القرن الخامس عشر الهجري (١-١-١٤٠٠هـ/ الموافق ٢٠ نوفمبر ١٩٧٩) قام مجموعة – تتراوح بين ٢٠٠ إلى ٣٠٠ شخص- باقتحام الحرم المكي. قائد الاقتحام يدعى جهيمان العتيبي، الذي أعلن أمام المعتمرين المحتجزين أن زميله- الواقف بين يديه بين الركن الأسود ومقام إبراهيم- (محمد عبدالله القحطاني) هو المهدي المنتظر، وأنه خرج ليملأ الدنيا عدلا بعدما ملئت جورا. لم يستمر التمرد أكثر من أسبوعين، إذ بعد تبادل للنيران متقطع مع القوات السعودية التي عاونتها فرق من الجيش الفرنسي بقيادة بول باريل – قتل على أثرها عدد كبير من المتمردين بمن فيهم المهدي القحطاني نفسه- تم اعتقال حوالي ٤٠ من المتبقين من بينهم جهيمان نفسه الذي حكم عليه بالإعدام.

بناء أسطورة

في عام ١٩٩١، أي بعد عشر سنوات على الحادثة، صدر كتاب (حتى لا تكون فتنة) الذي كتبه- من سيعمد فيما بعد مثقفا وأديبا وإصلاحيا وإداريا محنكا- غازي القصيبي مهاجما فيه شيوخ الصحوة (سلمان العودة، ناصر العمر، عايض القرني). في هذا الكتاب سيتم إيراد ذكر جهيمان في مقالة بعنوان (يا علماء الإسلام! بينوا ما يجوز فيه الاختلاف)، حيث استخدمه القصيبي كمثال على أن إخفاء الاختلاف عن الناس يسهل حشدهم واستغلالهم سياسيا من قبل “فقهاء السياسة” الأمر الذي قد يؤدي لفتنة كفتنة احتلال الحرم. وهذا الربط بين حادثة جهيمان و- ما اصطلح على تسميتها- “الصحوة” سيتكرر كثيرا فيما بعد، بشكل كربلائي غريب.

Continue reading